بعد احتلال مدينة عفرين عام 2018 من قبل دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها وتهجير أهالي عفرين إلى كافة مناطق سوريا ومنها منطقة الشهباء التي تتعرض منذ 6 أعوام للقصف العشوائي بشكل يومي وخاصة النواحي المحاذية على خطوط التماس، تستمر سياسة القمع بحق الطبيعة والمواقع ونهب ممتلكات المواطنين ومنازلهم حتى يومنا هذا، كما ينتهج جيش الاحتلال ممارسات اللاإنسانية بحق أهالي عفرين من خطف وقتل وممارسة سياسات اللاأخلاقية ضد النساء والأطفال وارتكاب جرائم الحرب التي تخدم سياسة الهجرة والتغيير الديمغرافي في عفرين، ورداً على كافة سياسات التي تنتهجها الدولة التركية ومرتزقتها والقمع والاضطهاد الذي يتعرض له أهالي عفرين شكّل شبان وشابات عفرين قوى باسم "قوات تحرير عفرين" التي تنفذ عملياتها ضد جيش الاحتلال التركي في عمق المناطق المحتلة.

وفي هذا السياق، أجرت وكالة فرات للأنباء لقاءً مع مقاتلين في قوات تحرير عفرين لمعرفة أهدافهم وكيفية تنظيم أنفسهم.

"قوات تحرير عفرين تناضل من أجل جميع الشعوب التواقة للحرية والديمقراطية"

ومن جانبه، قال المقاتل في قوات تحرير عفرين خبات ديرك: "قوات تحرير عفرين هي القوى التي ستحرر مدينة عفرين وأهاليها من قمع الاحتلال التركي وتعيد مهجرو عفرين المتواجدين في الشهباء إليها، هذه القوة أسست نفسها في ظروف سياسية عسكرية ودربت نفسها بطرق احترافية على تكتيكات الكريلا المعاصرة في الحرب ضد تقنيات العدو، كما نظمت نفسها بناءً على أفكار وفلسفة القائد عبد الله أوجلان، وتناضل من أجل جميع الشعوب المضطهدة والتواقة للحرية والديمقراطية.

وذكر المقاتل "ديرك" في حديثه بالقول، قوات تحرير عفرين تتكون من كافة المكونات التي تقع مناطقهم تحت سيطرة الاحتلال التركي، من الكرد والعرب والتركمان ومختلف المكونات المتواجدة في هذه المنطقة.

"جميع رفاقنا متخذين خط الشهادة أساس لهم"

وقيّم المقاتل "ديرك" العملية الأخيرة التي نفذتها قواتهم في 30 كانون الأول لعام 2024، قائلاً: "العملية التي نفذتها قواتنا في قرية "باصلة" ضد الاحتلال التركي، تم تنظيم لها بروح فدائية وبطولية عظيمة، وتعاهد جميع المقاتلين الذين شاركوا في ذلك الهجوم الأهالي المتواجدين تحت سلطة الاحتلال التركي ومهجرو عفرين الذين تهجروا قسراً وعانوا الكثير من الويلات ونهبت قراهم ومنازلهم، وعلى هذا الأساس نفذ المقاتلون الذين كانوا يتمتعون بخبرة واحترافية في القتال ومتخذين خط الشهادة أساس لهم، عملية واسعة النطاق.

"مقرات الاحتلال التركي ستكون هدفاً لجميع مقاتلينا"

وذكر المقاتل "ديرك" أن عملية باصلة نفذت بعد رصدنا وحصولنا على وثائق تؤكد لنا على وجود مجموعة إرهابية تدعى "الأوزبك" والتي جاءت من اوزباكستان وتابعة بشكل مباشر لجبهة النصرة وتستخدمهم تركيا كدرع لهم في قرية باصلة وغيرها من المناطق المحتلة لأنهم لا يجرؤون القتال بمفردهم.

وفي نهاية حديثه وجه المقاتل في قوات تحرير عفرين خبات ديرك رسالة إلى شعب عفرين عبر وكالتنا مفادها: "نعاهدكم بأننا سنواصل نضالنا ضد جيش الاحتلال التركي دقيقة بدقيقة ولن نتركه بأن يكون مرتاحاً على أراضينا، ونلقي بظلاله ومرتزقته خارج مدينة عفرين، وأن نسير على خطى الشهداء وننتقم لهم، وعملية قرية باصلة ستكرر في كل المناطق المحتلة ومقرات الاحتلال التركي ستكون دائماً وابداً هدفنا".

"ثورة روج آفا انتصرت بقيادة المرأة ومدينة عفرين ستحرر بقوة مقاتلات قوات تحرير عفرين"

وبدورها، تحدثت لنا ايضاً المقاتلة في قوات تحرير عفرين المقاتلة بيريتان شورش والتي أشارت في البداية إلى أفكار وأهداف التي تناضل عليها قوات تحرير عفرين، قائلة: "تنظم قوات تحرير عفرين نفسها على فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان، ونحن بصفتنا مقاتلات في قوات تحرير عفرين نلعب دوراً لا مثيل له في كل عملية نشارك فيها وتكون ريادة المرأة في الطليعة، وأينما يمارس الظلم والقمع والإبادة بحق لشعبنا وخاصة النساء ننظم أنفسنا هناك وننفذ عملياتنا".

وأشارت بيريتان شورش إلى أهداف العمليات التي تنفذها قوات تحرير عفرين في عمق الأراضي المحتلة قائلة: "عملياتنا التي ننفذها ضد جيش الاحتلال التركي لها أهداف ورسالة للعدو بأننا لن نغض الطرف عن الهجمات التي يشنها ضد شعبنا وأرضنا، وعملياتنا لم تتوقف بل سنواصلها، والعملية التي نفذتها قواتنا في قرية باصلة لقد شاركت رفيقاتنا ايضاً في هذه العملية واتخذن زمام المبادرة ولعبنّ دوراً مهماً، فنحن بصفتنا مقاتلات في قوات تحرير عفرين نعاهد شهيداتنا اللواتي استشهدن في عملية قرية باصلة بالسير على خطاهم حتى تحرير مناطقنا المحتلة والانتقام من أجلهن".

“أمل شعبنا تحرير عفرين وسنحقق آمالهم"

ووجهت المقاتلة بيريتان في حديثها رسالة إلى شعبها، قائلة: "إننا في قوات تحرير عفرين سنواصل عملياتنا ضد الاحتلال التركي من أجل إنقاذ شعبنا في عفرين المحتلة، وتحقيق آمال شعبنا المهجر في مناطق الشهباء، وليكن لشعبنا الأمل والثقة بنا، لن نترك وطننا بأيدي الاحتلال وسيأتي يوم ونطرد فيه دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها من الأراضي المحتلة، وليعلم الجميع أن شعبنا المقاوم في مقاطعة الشهباء يقفون مع قواتهم، فنحن أملهم لتحرير عفرين وسنحقق أملهم".

"سنسير على خطى شهدائنا وننتقم لهم"

وأكدت المقاتلة في قوات تحرير عفرين بيريتان شورش في ختام حديثها، بأنها ستسير على خطى رفاقها الشهداء، قائلة: "نستذكر جميع الشهداء والشهيدات اللواتي قاتلن بشجاعة واستشهدن مثل الشهيدة زين، الشهيدة برفين، الشهيدة جيجيك والشهيدة جيان بكل احترام وامتنان، ورفاقنا الشهداء هم الذين يمثلون معايير الحرية بالنسبة لنا، وحتى آخر قطرة من دمائنا سننتقم لشهدائنا".